آخرها منصة “سغو سي سي” كيف تعمل منصات الاحتيال على الإنترنت؟

فقد مئات الآلاف من المصريين مدخراتهم بمبالغ تصل إلى الملايين بشكل مفاجئ بعد اختفاء منصة “سغو سي سي” (SGO.CC)، التي ظهرت للمرة الأولى في يونيو/حزيران 2023، لتصبح الثانية التي تسلب أموال المصريين وتختفي دون أثر.

هذه المنصة الرقمية كانت تعتمد على فكرة المراهنات الكروية، حيث يراهن المستخدمون على توقعات خاطئة بنسبة محددة، ويحصلون على مكاسب من المنصة وفقًا لتوقعاتهم. بعد جمع مئات الملايين من الجنيهات خلال فترة تزيد عن ستة أشهر من الودائع والرهانات، اختفت المنصة تمامًا، حيث أغلق موقعها وحذف تطبيقها من المتاجر الرسمية.

يبدو أن المنصة اعتمدت على استراتيجيات محكمة لجذب المستخدمين وإقناعهم بصدقها. بدأت بتعيين مؤثرين ونجوم وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لها، مما جعل العديد يثقون فيها. ثم قدمت أرباحًا وهمية لزيادة مصداقيتها وجذب مروجين آخرين.

كانت عمليات الرهان والإيداع تتم بطرق وهمية، مما يجعل من الصعب تتبعها إلى المسؤولين عن المنصة، التي كانت تدعي كونها دولية وتعمل في الهند منذ 2022. مع وجود كل العمليات داخل خوادم المنصة المغلقة، فإن من الصعب الوصول إلى بيانات تثبت هذه العمليات.

منصة احتيال احترافية

بادرت منصة “سغو سي سي” (SGO.CC) بالترويج لنفسها في المقام الأول باعتبارها منصة هندية تعمل في عدة دول حول العالم، وتختص في مجال الرهانات العكسية في كرة القدم. وفقًا لما ذكره موقع مالوايرتبس (Malwaretips)، كانت المنصة تشتغل في قطاعات احتيالية أخرى إلى جانب نشاطها في عمليات الرهانات العكسية.

استخدمت المنصة استراتيجيات ترويجية متعددة لجذب المستخدمين من مختلف دول العالم، حيث قدمت نفسها كمنصة للعمل الحر عبر الإنترنت، مع وعود بعوائد مالية مجزية. تمت هذه العملية الاحتيالية بشكل مختلف عن طريق الرهانات، حيث كان أحد المسؤولين عن التوظيف في المنصة يتواصل مع المهتمين بالعمل عبر الإنترنت، ويقدم لهم وظائف وهمية بعوائد مالية جذابة. وعندما يحاول المستخدم سحب الأرباح، تطلب المنصة عمولة لإتاحة الأموال، وهو ما لا يحدث في الظروف العادية.

رغم أن هذه الطريقة لم تكن متبعة بشكل واسع في مصر، حيث كانت المنصة تركز أساسًا على الرهانات العكسية، إلا أن بدايتها في الهند كانت عبر الوظائف الوهمية على الإنترنت. وعلى الرغم من اختلاف الأساليب المستخدمة في الاحتيال، فإن “سغو سي سي” (SGO.CC) تعتبر الثانية التي تقوم بالاحتيال على المصريين في مئات الملايين من الجنيهات، بعد منصة “هوغو” التي كانت معروفة في العام الماضي بتداولها في العملات الرقمية.

كيف تختفي هذه المنصات؟

يعتمد الاحتيال الذي تقوم به هذه المنصات على جوانب تقنية أساسية. أولاً، تقوم ببناء منصة وهمية في دول تفتقر إلى أمن سيبراني مرتفع وتفتقر للتشريعات القانونية الصارمة بشأن جرائم الإنترنت، مثل روسيا، وأوكرانيا، ودول البلقان، وكوريا الشمالية، والهند، والصين، وغيرها. تُنشأ الخوادم ويتم تأسيس الموقع مباشرة في تلك الدول، وعبر استخدام تطبيقات الشبكات الوهمية “VPN”، يتم خداع مزودي خدمة الإنترنت للتفكير بأن المنصة في دولة أخرى.

الركيزة الثانية تتعلق بطرق سحب الأرباح والأموال من تلك الدولة، حيث قد تستخدم المنصات مختلف الطرق لجمع الأموال. يمكن أن تكون عبر حسابات “باي بال” الوهمية، أو بناء بوابات دفع وهمية لسرقة بيانات البطاقات والأموال، مما يُمكن من تحويل الأموال إلى محافظ عملات رقمية. وبما أن العملات الرقمية مشفرة وآمنة، يصعب تتبع مصدرها أو موقع مالكها، مما يجعل من الصعب الملاحقة القانونية لمثل هذه المنصات.

أظهرت الخبرات السابقة في عمليات الاحتيال المشابهة أن استعادة الأموال المسروقة أمر صعب وربما مستحيل. لذا، ينبغي على المستخدمين تأمين أنفسهم جيدًا قبل استخدام مثل هذه المنصات المشبوهة. يجب على المستخدمين التحقق من مصداقية المنصة وعدم التعامل بمبالغ مالية كبيرة، والابتعاد عن المنصات التي تثير الشكوك، مثل منصة “سغو سي سي” (SGO.CC).