إسرائيل تتحدث عن تقدم بصفقة التبادل وأهالي الأسرى يصعّدون
أعرب وزير سابق في حكومة الحرب الإسرائيلية عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن صفقة تبادل الأسرى، بينما أشارت مصادر إسرائيلية مطلعة إلى استياء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من تأكيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على وجود قضايا خلافية وثغرات.
وصرح الوزير السابق في مجلس الحرب الإسرائيلي غادي آيزنكوت: “نحن في أقرب نقطة إلى صفقة تبادل منذ 9 أشهر”، لكنه أضاف: “أجد صعوبة في رؤية نتنياهو يرتقي إلى المستوى الاستراتيجي في القيادة ويوافق على الصفقة”، مؤكدًا أن “نتنياهو مقيد بمصالحه السياسية والشخصية، ويجب استبداله بسرعة”.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن المصادر المطلعة أن تأكيد نتنياهو على القضايا الخلافية يجعل من الصعب التقدم في المفاوضات. وأوضحت المصادر أن رد حماس جيد نسبياً وقد يسمح بإحراز تقدم في المحادثات بالقاهرة أو الدوحة.
وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن نتنياهو يؤكد أن الحرب لن تنتهي إلا بعد تحقيق جميع أهدافها. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصدر مطلع أن “القضايا الأساسية أصبحت خلفنا، والمفاوضات ستدور حول التفاصيل وليس المبادئ العريضة”، مشيرًا إلى أنه يمكن التوصل إلى صفقة تبادل خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
في الوقت نفسه، أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤول إسرائيلي كبير أن رد حماس والتغييرات التي طرأت على الصفقة كافيان للمضي قدمًا في المحادثات. وأكدت الحكومة الإسرائيلية أن هناك مراجعة مع مصر وقطر لرد حماس، بينما شدد مسؤول أمني كبير على أن حماس تصر على عدم عودة إسرائيل للقتال بعد المرحلة الأولى، وهو أمر غير مقبول.
وفي وقت سابق، نفى عضو المكتب السياسي في حماس الدكتور باسم نعيم التصريحات الإسرائيلية بشأن استبعاد شرط وقف إطلاق النار في المرحلة الأولى من الصفقة المرتقبة، وأكد أنه سيتم وقف العمليات العسكرية من الطرفين في المرحلة الأولى والتفاوض أثناءها على شروط الوقف الدائم لإطلاق النار.
وتحدث مسؤول إسرائيلي للقناة الـ12 عن أن رد حماس يتيح “إعادة المحتجزين من كبار السن والأطفال والمرضى والجرحى والمجندات”. وأضاف أنه إذا خرقت حماس الاتفاق يمكن الانسحاب منه والعودة للقتال بعد المرحلة الأولى.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصدر أمني إسرائيلي أن نتنياهو سيضحي بالمحتجزين من أجل كسب بعض الوقت إلى ما بعد خطابه بالكونغرس، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن قد يتصل بنتنياهو للضغط عليه لقبول الصفقة.
وأكد وزير الشتات الإسرائيلي أن إعادة المحتجزين من أهم أهداف الحرب، مشددًا على أنه إذا تضمنت الصفقة الإفراج عن واحد مقابل ثلاثة، فهذا ممكن، ولكنهم بالمقابل لن يقبلوا بانسحاب القوات ووقف الحرب.
وأفاد جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) أن الوسطاء (مصر وقطر) قدموا لإسرائيل رد حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار في غزة، وسوف تقوم تل أبيب بدراسته.
وعلقت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة على إعلان مكتب نتنياهو تسلم رد حماس بأنها لن تسمح للحكومة بعرقلة التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى مرة أخرى، مهددة بخروج الملايين إلى الشوارع إذا لم يقبل نتنياهو الصفقة.
وقد أغلق متظاهرون طريق أيالون السريع شمال تل أبيب للمطالبة بصفقة فورية لإطلاق سراح الأسرى، مرددين هتافات ضد الحكومة ومطالبين بإسقاطها.
وكان بايدن قد قدم خطة للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس وإنهاء الحرب في قطاع غزة، تتضمن ثلاث مراحل تبدأ بوقف إطلاق نار شامل، تليها تبادل الأسرى، وأخيرًا إعادة إعمار قطاع غزة وفتح المعابر الحدودية. منذ انتهاء الهدنة السابقة تواجه المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل عقبات نتيجة إصرار الاحتلال على الاستمرار في عدوانه بذريعة “تحقيق أهداف الحرب واستعادة المحتجزين وتحقيق تقدم بالمباحثات عبر الضغط العسكري”.