تقنية

الصين تسيطر على صناعة بطاريات السيارات الكهربائية: الأسباب والتحديات

الصين تسيطر على صناعة بطاريات السيارات الكهربائية: الأسباب والتحديات

مع تصاعد الوعي بالقضايا البيئية والضغوط المتزايدة لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، تتبَّنى السيارات الكهربائية مكانة متميزة كبديل مستدام للمركبات التي تعتمد على الوقود التقليدي.

تأتي بطاريات السيارات الكهربائية في مقدمة هذا التحول، حيث تُعَدُّ العنصر الأساسي الذي يُزوِّدُ هذه السيارات بالطاقة الضرورية لتشغيلها.

تتمتَّع هذه البطاريات بعدة مزايا، منها تقليل الانبعاثات الضارة، وتعزيز الاستدامة، وتحسين كفاءة الطاقة، والحد من الضوضاء، بالإضافة إلى تطور التكنولوجيا.

بطاريات السيارات الكهربائية

بسلاسة عملياتها التفاعلية وخلوها من الانبعاثات، تُعتبر البطاريات الكهربائية أساسية في نقلنا نحو المستقبل المستدام. فهي تخزن الطاقة وتُمَكِّن المركبات من التحرك دون الحاجة للوقود التقليدي ومحركات الاحتراق الداخلي.

تعتمد بطاريات السيارات الكهربائية غالبًا على خلايا الليثيوم أيون، بفضل كفاءتها العالية ووزنها الخفيف. تقوم هذه الخلايا بتخزين الطاقة الكهربائية من خلال عمليات تفاعلية بين الكاثود والأنود والإلكتروليت داخل البطارية.

عندما تكون السيارة في حالة التشغيل، تتحول الطاقة المخزنة إلى كهرباء تُشغِّل المحرك الكهربائي، مما ينتج عنه تسارع ناعم وخالي من الانبعاثات الضارة.

ومع تسلط الصين على إنتاج البطاريات، فإن شركات السيارات العالمية تعتمد على شركائها الصينيين، حيث تُورَد البطاريات من الصين بنسبة تصل إلى 80% من الإنتاج العالمي، مع دعم من سلسلة الإنتاج والتعدين.

من جهتها، قامت شركة “فولكس فاغن” الألمانية بإرسال موظفين إلى شركة تصنيع البطاريات الصينية “غوتيون” لفهم عملية تصنيع البطاريات، من تركيبتها الكيميائية إلى تجميعها، مما يُظهر أهمية الاستفادة من خبرات القطاع الصيني في مجال الطاقة الجديدة.

الهيمنة الصينية

لا شك أن الصين تحقق تقدماً هائلاً في مجال بطاريات السيارات الكهربائية، إذ تركز البلاد على القطاع المتسارع النمو الذي يدعم تحول الدول نحو السيارات الكهربائية.

تعتبر البطارية جزءاً حيوياً من السيارة الكهربائية وأحد أكثر الأجزاء تكلفةً، والتي تسيطر عليها الصين عالمياً. وتُعَدُّ البطارية القلب النابض لسلسلة التوريد في هذا المجال، من إنتاج المواد الخام إلى تصنيع البطاريات وإعادة تدويرها.

تشير بيانات وكالة بلومبيرغ إلى أن تكلفة البطارية في الصين تصل إلى 127 دولارًا لكل كيلوواط ساعي في المتوسط، مما يعني أن استخدام البطاريات الصينية يمكن أن يخفض بشكل كبير من التكلفة الإجمالية للمركبة الكهربائية الجديدة.

وتشير إحصاءات شركة جاتو داينامكس إلى أن متوسط تكلفة السيارة الكهربائية في الصين تبلغ نحو 32 ألف يورو مقارنةً بمتوسط يصل إلى 56 ألف يورو في أوروبا.

وفي الربع الثالث من عام 2023، أصبحت الصين أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم بحصة قدرها 58%، تلتها الولايات المتحدة وألمانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى توفر بطاريات صينية رخيصة ومتقدمة ولها دور كبير في سلسلة التوريد العالمية.

وتتصدر الصين في إنتاج المكونات الرئيسية للبطاريات مثل الكاثود والأنود والإلكتروليتات، وتستعرض قوتها في مكونات الخلية التي تشكل البطارية، وتسيطر على جزء كبير من الإنتاج العالمي في هذا المجال.

المعادن الأرضية النادرة

يعتبر استخدام العناصر الأرضية النادرة، المكوّنة من 17 عنصرًا، أمرًا حيويًا للسيارات الكهربائية، حيث تتطلب هذه السيارات كميات أكبر من المعادن النادرة بستة أضعاف مقارنة بالسيارات التقليدية بسبب البطارية.

تتقدم الصين بشكل كبير في استخراج هذه العناصر النادرة، وتتمتع بالسيطرة على جميع مراحل إنتاج بطاريات الليثيوم أيون، بدايةً من استخراج المواد الخام وحتى تصنيع السيارات.

رغم قلة المخزونات الأرضية للصين من هذه المكونات الأساسية، فإنها اتبعت استراتيجية طويلة الأمد لضمان الإمدادات الثابتة والمنخفضة التكلفة. بالفعل، تسيطر الصين على 41% من تعدين الكوبالت في العالم، وتمتلك النصيب الأكبر من تعدين الليثيوم الذي يُستخدم في تشحيم البطاريات.

تتميز الصين بقوة في تصنيع مكونات البطاريات، مما يتيح لها القدرة على توفير إمدادات مستمرة واقتصادية. وبفضل استثمارات الحكومة والتركيز على البحث والتطوير، تُظهر الشركات الصينية قدرة كبيرة على التنافس في السوق العالمية لبطاريات السيارات الكهربائية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى