اقتصاد

المقاطعة التركية تعمق أزمة الاقتصاد الإسرائيلي

توافق تقديرات الخبراء الاقتصاديين في إسرائيل على أن تعليق تركيا لجميع أشكال التجارة مع تل أبيب سيسبب أضراراً جسيمة في قطاع الصناعة والتجارة في إسرائيل. يبلغ حجم الواردات من المواد الخام والسلع من تركيا ما يقرب من 5 مليارات دولار سنوياً، ومن بين المواد المتوقع توقف استيرادها الخامات المعدنية، والآلات، والسيارات، ومنتجات الطاقة، والمطاط، والبلاستيك، والمنتجات الصحية، والزراعية.

من المتوقع أن تتوقف العديد من المصانع الإسرائيلية عن تصدير منتجاتها إلى تركيا بقيمة تصل إلى 1.5 مليار دولار سنوياً، مما يزيد من الضغوط على رجال الأعمال الإسرائيليين. يشير تقرير مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي إلى أن هذا التوقف في التجارة يأتي في ظل صعوبات تواجه إسرائيل في الاستيراد، حيث شكلت الواردات من تركيا نسبة معينة من إجمالي الواردات في العام الحالي، مما يزيد من التحديات التي تواجه الاقتصاد الإسرائيلي.

بالإضافة إلى ذلك، يتزايد القلق من تصاعد المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل على المستوى العالمي، حيث تأتي خطوة تركيا بعد خطوات مماثلة من دول أخرى مثل كولومبيا وبوليفيا. هذا الاتجاه قد يؤدي إلى تبعات خطيرة على المدى الطويل، بما في ذلك تأثيره على الشركات الإسرائيلية في الأسواق الدولية وعلاقاتها المالية والتجارية.

وفقًا لرئيس اتحاد المقاولين والبنائين في تل أبيب الكبرى والمنطقة الوسطى، عميت غوتليب، فإن قرار تركيا بوقف العلاقات التجارية مع إسرائيل يعد ضربة قوية لقطاع البناء والعقارات، الذي يعاني بالفعل من أوضاع صعبة جراء نقص القوى العاملة والمواد الخام نتيجة للحرب. غوتليب انتقد بشدة الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، مؤكدًا أنها فشلت في إيجاد بدائل وفاعلية في مواجهة هذه التحديات، وأنها اعتمدت بشكل غير مستدام على التجارة مع دولة لم تظهر تعاطفًا مع إسرائيل.

بالإضافة إلى ذلك، يُشير غوتليب إلى عجز صناعة البناء عن العثور على مصادر بديلة للمواد الخام منذ الأحداث الأخيرة، ويؤكد على عدم فهم الحكومة للتبعات الاقتصادية المترتبة على هذا الوضع.

من جهة أخرى، تعبر الشركات الإسرائيلية في قطاعات الغذاء والكهرباء عن مخاوفها من ارتفاع الأسعار جراء توقف الواردات التركية، وتعتبر تركيا واجهة تجارية مهمة بالنسبة لها. وهذا قد يجبرها على البحث عن مصادر بديلة مكلفة أكثر، مما يزيد من تكاليف الإنتاج ويؤثر على الأسعار النهائية للمستهلك الإسرائيلي.

هناك أيضًا مخاوف من اتخاذ تركيا إجراءات إضافية ضد إسرائيل، مثل تعليق مرور البضائع عبرها، مما قد يؤدي إلى تفاقم الوضع وتأثير سلبي على العلاقات بين البلدين لسنوات مقبلة، ويضعف فرص حوار مستقبلي لإنهاء النزاع وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى