بريطانيا تعارض إسقاط مساعداتها جوا على غزة

أفاد موقع بلومبيرغ الإخباري الأمريكي، نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس قد قرر منع إسقاط المساعدات البريطانية جواً على قطاع غزة نظراً للمخاطر المحتملة على حياة المدنيين.

وأشارت المصادر إلى أن مسؤولين بريطانيين وضعوا خطة تتضمن إسقاط حزم المساعدات بواسطة المظلات على مناطق في غزة، وهو إجراء مشابه لما قامت به بعض الدول مؤخراً لمساعدة سكان القطاع الذين يعانون من النقص الحاد في المواد الغذائية والأدوية بسبب الهجمات الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من خمسة أشهر.

وأبدى شابس رفضه التوقيع على استخدام طائرات سلاح الجو الملكي لتنفيذ هذه المهام، مشيراً إلى مخاوف من أن عمليات الإنزال الجوي قد تكون خطرة، واستشهد بتقارير تفيد بأن عمليات الإسقاط الجوي السابقة أسفرت عن وفاة عدد من الفلسطينيين بطريق الخطأ.

وأفاد موقع بلومبيرغ بأن قرار الامتناع عن الانضمام إلى الدول التي تقوم بإسقاط المساعدات جواً أحبط المسؤولين الحكوميين في بريطانيا، فيما أكد وزير الخارجية ديفيد كاميرون أن الحكومة تبذل قصارى جهدها لزيادة المساعدات المقدمة لغزة، بينما تستكشف طرقاً جديدة لإدخال المزيد من المساعدات، وتضغط على إسرائيل لفتح المزيد من المعابر ورفع القيود عن وصول المساعدات.

وأكدت وزارة الصحة في غزة، خلال الأسبوع الماضي، أن خمسة أشخاص لقوا حتفهم جراء فشل عمليات الإنزال الجوي وسقوط صناديق المساعدات على رؤوس المواطنين.

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن عمليات الإنزال الجوي العشوائي للمساعدات الإنسانية ليست فعّالة، ولا تُعتبر الوسيلة المثلى لتقديم المساعدة، حيث يتسبب جزء من تلك المساعدات في الوصول إلى البحر، بينما تسقط أجزاء أخرى بالقرب من السياج الفاصل أو المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال، أو داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأشارت الوكالات الإنسانية إلى أنه لا يمكن إرسال سوى كميات صغيرة من الغذاء والأدوية عن طريق الجو.

وبسبب الحرب والقيود الإسرائيلية، فإن سكان غزة، خاصة في محافظتي غزة والشمال، يواجهون مأساة إنسانية خطيرة، حيث تفتقر إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود بشكل حاد، مما أدى إلى وفاة حوالي 30 فلسطينيا بسبب سوء التغذية، وفقًا لتقديرات وزارة الصحة في غزة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربًا دموية على قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، بينهم العديد من الأطفال والنساء، وأدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل في البنية التحتية.