شهداء وعشرات المعتقلين باقتحام الاحتلال مجمع الشفاء بغزة
أصدرت وزارة الصحة في قطاع غزة بياناً يؤكد سقوط عدد من الشهداء والجرحى نتيجة للهجوم الذي نُفّذ على مجمع الشفاء الطبي في شمال غزة من قِبَل قوات الاحتلال. وفي السياق ذاته، أشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى سيطرة وحدات من الجيش على المجمع واعتقال العشرات من الفلسطينيين.
وأكدت الوزارة عجزها عن إنقاذ أحد المصابين في المجمع بسبب كثافة النيران واستهداف كل من يقترب من النوافذ، وأشارت إلى اندلاع حريق عند بوابة المجمع ما أدى إلى حالات اختناق بين النساء والأطفال النازحين داخله.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بتنفيذ عملية مخطط لها مسبقاً في مجمع الشفاء، حيث سيطرت قوات الاحتلال عليه واعتقلت عدداً من الأشخاص وصفتهم بـ”المخربين”، مع إصدار “أوامر للمسلحين بالخروج والاستسلام”، كما ورد في زعم الإذاعة.
وفي وقت سابق، أشار الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إلى تورط قادة كبار في حركة حماس داخل المجمع في هجمات على إسرائيل.
من جانبه، أفاد مراسل الجزيرة أنس الشريف بأن قوات الاحتلال اعتقلت الرجال والشباب من النازحين بعد اقتحام عدد من المدارس في محيط المجمع، وأرشدت النساء إلى دير البلح عبر شارع الرشيد، بينما تحاصر قوات الاحتلال مدرستين أخريين في المنطقة.
وأظهرت مشاهد حصلت عليها الجزيرة وجود آليات وجرافات إسرائيلية داخل المجمع وإغلاق بوابته بالتزامن مع عمليات تجريف في الساحة.
وأوضح الدكتور مؤنس محيسن، اختصاصي العظام في مجمع الشفاء، أن المئات من النازحين والطواقم الطبية داخل المجمع محاصرون في أروقة المستشفى وسط إطلاق نار كثيف من قبل قوات الاحتلال، مشيراً إلى تعرض جميع أقسام المستشفى لشلل تام يهدد حياة العديد من المرضى.
إدانات ومطالبات
أدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأشد العبارات اقتحام قوات الاحتلال مجمع الشفاء، ووصف الحادث بأنه جريمة حرب صارخة، مشيراً إلى أن هذا الاعتداء يكشف عن نية الاحتلال في تدمير البنية الصحية في القطاع.
من جانبها، حملت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إسرائيل المسؤولية عن سلامة الطواقم الطبية والمرضى والنازحين داخل مجمع الشفاء الطبي، معتبرة ما قامت به قوات الاحتلال انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة.
طالبت الوزارة المجتمع الدولي برفض ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ودعت المؤسسات الأممية للتدخل العاجل لحماية المجمع وحياة من في داخله.
من جهة أخرى، أدانت الفصائل الفلسطينية في غزة باستمرار استهداف المستشفيات، واصفة ذلك بأنه جزء من حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني وخرق للمواثيق والقوانين الدولية.
وأشار بيان من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى أن العدوان الإسرائيلي على مجمع الشفاء وحرب الإبادة في غزة لن تُحققا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجيشه أي انتصار.
وطالبت الحركة الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية وغيرها من المؤسسات الأممية بالتدخل لحماية المنشآت الطبية المتبقية في غزة.
ويُعتبر هذا الهجوم الثاني على مجمع الشفاء الطبي منذ بداية العدوان على غزة في أكتوبر الماضي، حيث تم اقتحامه مرة أخرى في نوفمبر وتم تدمير أجزاء منه ومعداته الطبية.