غزة بحاجة إلى 40 مليار دولار وإعادة إعمارها قد يمتد 80 عاما
تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة تقدرها الأمم المتحدة بنحو 40 مليار دولار، ويتوقع أن يحتاج القطاع إلى حوالي 80 عامًا للتعافي من الدمار الهائل الذي لحق به جراء العدوان الإسرائيلي. في مؤتمر صحفي في عمان أمس، أشار عبد الله الدردري، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى أن كلفة إعادة الإعمار قد تصل إلى 40 مليار دولار وربما تتجاوز هذا الرقم. وبينما جرى بحث تمويل إعادة الإعمار مع دول عربية، لم يقدم الدردري تفاصيل إضافية في هذا الصدد.
وفيما يتعلق بعملية الإعمار، أكد الدردري أن استخدام “الأطر التقليدية” من شأنه أن يستغرق عقودًا من الزمن، وأن الأمر يتطلب سرعة توفير سكن للناس وإعادة بناء حياتهم الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية خلال السنوات الثلاث الأولى بعد توقف إطلاق النار.
ومع تزايد الركام في غزة، يصعب على السكان المدنيين التعامل مع الوضع، ويحتاجون بشكل ملح إلى الرعاية النفسية، حيث يقدر الدردري أن حوالي 400 ألف شخص يحتاجون لهذه الرعاية.
في المؤتمر، أدلى منير تابت، نائب الأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، بتقديرات صادمة حول مدى الدمار الذي لحق بقطاع غزة، حيث وصف الوضع بأنه “هائل ومخيف”، وأكد أن “القطاعين التعليمي والصحي تضررا بشكل كبير جدا”.
وأوضح تابت أن الاقتصاد في غزة فقد “81% من حجمه” خلال الربع الأخير من عام 2023، مشيراً إلى أن الوضع الحالي يتطلب جهوداً استثنائية لمواجهة الدمار البشري والبنية التحتية غير المسبوق.
ومن جانبه، قدم مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أخيم شتاينر، تقييماً يستند إلى مدة الصراع الحالي، حيث أشار إلى توقعات بمعاناة مستمرة لسنوات قادمة.
وفي بيان له، حذر شتاينر من “الزيادة الحادة في معدلات الفقر والخسائر البشرية غير المسبوقة”، مؤكداً أن هذه الأزمة ستؤثر بشكل كبير على مستقبل الأجيال القادمة.
وبحسب التقرير، إذا استمرت الحرب لمدة 9 أشهر، فمن المتوقع أن يرتفع معدل الفقر بين سكان غزة من 38.8% في نهاية عام 2023 إلى 60.7%، مما سيؤدي إلى دفع قطاع كبير من الطبقة الوسطى نحو خط الفقر.