في معرض الدوحة للكتاب دور سودانية لم تمنعها الحرب من الحضور
في أرض السودان، تعم الأجواء الحارة بدخان المعارك وصوت المدافع، إلا أن هذا الصراع لم يُخل بعزيمة السودانيين في الكتابة والنشر. يستمرون في صياغة كلماتهم ونشرها، آملين في أن تكون محطة لتغيير الواقع المرير. في معرض الدوحة للكتاب، تجتمع دور نشر سودانية مثل دار عزة ودار المصورات وشركة المتوكل، مع دار المناهج التي تُخصص لكتب الأطفال. تجذب عناوينهم الانتباه، لكن بالخصوص يتألقون بالعمائم البيضاء.
نور الهدى محمد، مدير دار عزة، يصف المشاركة السودانية بأنها ضعيفة، ولكنه يرى أهميتها الملحة، حتى لو اقتصرت على التمثيل فقط. يشارك محمد الفاتح الحسن من دار المناهج في هذا الرأي، ويُشير إلى التحديات التي واجهوها، ولكنه يصر على استمرار المشاركة كتعبير عن وفاءهم لجاليتهم وتمثيل السودان في هذا الحدث الثقافي الكبير.
تواجه دور النشر السودانية تحديات مشتركة، حيث أثرت الحرب الدائرة في البلاد على حياتهم بشكل كبير، فقد فقدوا مكاتبهم ومستودعات كتبهم، وتكبدوا خسائر مالية فادحة. بالرغم من هذا، فإن بعضهم يرى في المعارض الدولية فرصة للبقاء على قيد الحياة، خاصة وأن السودانيين المنتشرون في كل مكان يحتاجون إلى مصادر للثقافة والمعرفة.
لكن تواجه الناشرين صعوبات في الوصول إلى هذه المعارض، حيث يجدون صعوبة في السفر من وإلى السودان بسبب ارتفاع أسعار التذاكر والتحديات الإجرائية الأخرى. يضطرون أحيانًا للإقامة في بلدان أخرى، مما يعقد من تنظيم عمليات الطباعة والتوزيع.
مع ذلك، فإن زيارة أعضاء الجالية السودانية لمعارض الكتب تعد دعمًا مهمًا للناشرين، حتى لو لم تترافق مع عمليات شراء كبيرة. يرى الناشرون في هذه الزيارات فرصة لرفع روح المعنويات وتعزيز الروابط الثقافية.
على الرغم من التحديات، يستمر السودانيون في الكتابة والنشر، معتبرين أن هذا الوقت هو وقت الوعي والتغيير. يظلون مصممين على بث الأمل والمعرفة، رغم كل الصعوبات التي يواجهونها.