كيف تؤثر التكنولوجيا على حواسنا؟
عند طرح سؤال للناس حول الحاسة التي لا يمكنهم العيش بدونها، فإن معظم الأشخاص سيجيبون بأن البصر هو الأكثر أهمية. ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن حاسة الشم هي التي لها تأثير أكبر علينا. فقد يؤدي فقدان حاسة الشم إلى مشاكل جسدية ونفسية خطيرة، حيث أنها ترتبط بشكل وثيق بمشاعرنا وحالتنا العقلية، كما أشار مايك شيلر، أستاذ مساعد في علم النفس في جامعة دورهام بإنجلترا، إلى ارتفاع معدلات الانتحار بين الذين يفقدون حاسة الشم.
وعندما ننظر إلى تأثير التكنولوجيا على حواسنا، نجد أن البصر والسمع هما الحواس الرئيسية التي يركز عليها الكثيرون، مما يقلل من استخدام حواس أخرى مثل الشم واللمس. يعمل جهازنا الحسي بتناغم وتكامل، حيث تتعاون الحواس مع بعضها البعض لبناء تجربة متكاملة. على سبيل المثال، عندما نأكل، يتفاعل عدة حواس معًا لتكوين تجربة غذائية كاملة.
ومع زيادة استخدام التكنولوجيا، ينخفض تركيزنا على الحواس غير البصرية والسمعية، مما يؤدي إلى فقدان الاتصال الاجتماعي والتجارب العاطفية. فمثلاً، لا يمكن للتقنيات الرقمية تقديم تجربة شم اجتماعية كاملة.
أما حاسة اللمس، فهي أساسية لحياتنا العاطفية، وتقلل من أهميتها استخدامات الشاشات الذكية. وعندما يتعلق الأمر بالذاكرة والتركيز، فإن الانتقال المتكرر بين تدفقات مختلفة من وسائط التكنولوجيا يقلل من قدرتنا على التركيز ويؤثر على ذاكرتنا بشكل سلبي.
لذا، من الضروري أن نكون حذرين في استخدام التكنولوجيا ونحافظ على توازن بين استخداماتها وبين الاتصال بحواسنا وتجاربنا الحسية الأخرى.