تقنية

هل اقترب عصر الذكاء الاصطناعي الواعي؟

استغرق الذكاء الاصطناعي التوليدي، المعروف بتقنية “شات جي بي تي”، شهرين فقط ليصل إلى 100 مليون مستخدم، وهو إنجاز غير مسبوق مقارنة بالأوقات التي استغرقتها تقنيات أخرى للوصول إلى نفس العدد من المستخدمين: في تيك توك استغرق 9 أشهر، وواتساب 40 شهرا، ويوتيوب 49 شهرا، وفيسبوك 54 شهرا، والإنترنت 80 شهرا، والهاتف المحمول 190 شهرا، والسيارة 400 شهر، والهاتف السلكي 900 شهر.

تتفق العديد من رجال الأعمال على أن الذكاء الاصطناعي سيحدث تغييرات جذرية في الحياة خلال بضع سنوات فقط. في مارس 2023، أشار بيل غيتس إلى بداية عصر الذكاء الاصطناعي الذي سيؤثر على الطريقة التي يتفاعل بها الإنسان مع التعلم، السفر، الرعاية الصحية، والتواصل الاجتماعي.

في نوفمبر 2023، ناقش إيلون ماسك مع ريشي سوناك، رئيس الوزراء البريطاني، مستقبل الذكاء الاصطناعي، معتبرا أنه “القوة التغييرية الأعمق في تاريخ البشرية”، وتوقع أنه قد يصل الذكاء الاصطناعي إلى مرحلة يكون فيها قادرا على القيام بجميع الأعمال البشرية.

مع اتفاق الخبراء على أهمية الذكاء الاصطناعي، هناك من يشير إلى مفهومين متقدمين: “الذكاء الاصطناعي الواعي” و”الذكاء الاصطناعي المستيقظ”. الأول يشير إلى نوع من الذكاء الاصطناعي يتمتع بوعي ذاتي ووعي بالعالم الخارجي، مثيرا تساؤلات حول حقوقه ومسؤولياته. بينما الثاني يشير إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تعالج القضايا الاجتماعية والثقافية بحيث تحترم التنوع وتجنب التحيزات.

في أبريل 2023، أطلقت شركة “أوبن إيه آي” نسخة جديدة من GPT بتسمية GPT-4o، مما يشير إلى تطورها في فهم عواطف البشر والتفاعل بشكل عاطفي، ممهدة لتطوير الذكاء العاطفي الاصطناعي.

على الرغم من التفاؤل بمستقبل الذكاء الاصطناعي، هناك تباين كبير بين الخبراء حول إمكانية تحقيق “الوعي” الحقيقي للذكاء الاصطناعي، مع حذر بول رومر من المبالغات الحالية حول قدراته.

أخيرا، الذكاء الاصطناعي المستيقظ يواجه تحديات كبيرة من حيث التحيزات، حيث أظهرت بعض الأدوات التوليدية ميولا تمييزية في الردود والصور، ما دفع بالشركات إلى معالجة هذه المشكلة بالاستناد إلى بيانات أقل تحيزا في التدريب.

هذه النقاط تلخص النقاشات والتطورات الراهنة حول دور الذكاء الاصطناعي في حياتنا والتحديات التي تواجه تطبيقاته المستقبلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى