آلان غريش: أسباب تدهور موقف المثقفين تجاه الإبادة الجارية في غزة
يلاحظ الصحافي والكاتب الفرنسي آلان غريش بان الجهود الدولية، وخصوصاً في العالم الغربي، تبدو ضعيفة في مواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة. ينتقد غريش هذا النقص في الاستجابة ويصف العالم الغربي بأنه “متنافق”، حيث يدعي الالتزام بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وتقرير المصير، لكن في الواقع يظهر كونه “عالماً منافقاً” ينشر سلسلة من الأكاذيب.
ويرى أن الصحفيين في غزة قدموا جهوداً استثنائية، معرضين الحقائق بشجاعة. غريش، الذي يعتبر خبيراً بالشؤون الشرقية ومناصراً للقضية الفلسطينية، يشير إلى أن تجربته وخلفيته الثقافية تشكلت في ظل تأثير عائلته وخلفيته السياسية، مما جعله يولي اهتماماً خاصاً بالقضايا العربية والشرقية.
على الصعيد الشخصي، وبوصفك كباحثاً ومؤيداً لحقوق الشعب الفلسطيني، يصف غريش مقتل الآلاف من المدنيين الفلسطينيين في غزة بأنه أمر “فظيع”، ويعبر عن استيائه من عدم الاهتمام الدولي بما يحدث. ويرى أن هذا النقص في الاستجابة قد يؤثر سلباً على العلاقات الدولية، لا سيما بين العالم الإسلامي والغرب، مما يبرز الانتقادات للسياسات الغربية وينبئ بآثارها المستقبلية.
تقدم فرنسا منذ أربعينيّات القرن العشرين دعمًا سياسيًّا وعسكريًّا لإسرائيل، وتجاهلت مأساة الفلسطينيين. ومع ذلك، كان لدى فرنسا في السابق موقف داعم للفلسطينيين، حيث دعمت حل الدولتين واعترافًا بحقوق الفلسطينيين. ومع ذلك، تغيرت سياستها بعد عام 2001، حيث أصبحت تنظر إلى الصراع كجزء من الحرب على الإرهاب. بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قامت فرنسا بتقديم دعم سياسي وعسكري للحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين.
من الجدير بالذكر أنّ الرأي العام الفرنسي متشعب فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فالأحزاب اليمينية تدعم إسرائيل بشكل واضح، بينما الأحزاب اليسارية متقسمة. ومع ذلك، يُلاحَظ دعم بعض الأحزاب للقضية الفلسطينية، بينما تتبنى أخرى مواقف متشددة تجاه إسرائيل.