الذكاء الاصطناعي يكشف مكان قبر أفلاطون
يقوم الذكاء الاصطناعي بتسريع الاكتشافات الجديدة في مختلف الصناعات، بدءًا من إنتاج الفيديو وصولاً إلى مجال الطب. ومن المجالات الجديدة التي اقتحمها الذكاء الاصطناعي مؤخرًا هو فك ألغاز العصور القديمة.
وفقًا لتقرير من موقع “زدنت”، أعلن باحثون في جامعة بيزا في إيطاليا عن نجاحهم في استخدام التكنولوجيا الذكية لفك رموز مخطوطة من ورق البردي تم العثور عليها في هيركولانيوم، بلدة قريبة من بومبي التي دمرت عام 79 بعد الميلاد جراء ثوران بركان جبل فيزوف.
المخطوطة التي عثر عليها والتي تعود لفترة العصور القديمة هي واحدة من 1800 مخطوطة تم اكتشافها في فيلا البرديات، وهي المنزل الذي كان يملكه والد زوجة يوليوس قيصر. تمتلك هذه المخطوطات قيمة تاريخية هائلة حيث تم دفنها تحت الطين والرماد الذي خلفه ثوران البركان.
نظرًا لأن حالة اللفائف منهكة وهشة للغاية نتيجة التفحم، فإنه من الضروري فك شفرتها باستخدام تقنيات متقدمة للمسح دون الحاجة للتدخل اليدوي. باستخدام التصوير الفوق الطيفي بالأشعة تحت الحمراء والتصوير المقطعي التوافقي البصري، تمكن الباحثون من رؤية النص المتفحم على ورق البردي.
وبعد تحليل وترجمة جزء من المخطوطة، توصل الفريق إلى اكتشاف المكان النهائي للفيلسوف اليوناني أفلاطون، والذي يقع في حديقة بالقرب من الأكاديمية الأفلاطونية في أثينا. النص أيضًا يكشف عن معلومات جديدة حول حياة أفلاطون، بما في ذلك بيعه كعبد في عام 404 أو 399 قبل الميلاد، وليس في عام 387 قبل الميلاد كما كان يعتقد سابقًا.
يبرز هذا الاكتشاف أهمية استخدام التكنولوجيا في تحليل المعلومات التاريخية وإلقاء الضوء على شخصيات تاريخية بارزة.
يأتي هذا الاكتشاف بعد إنجازات سابقة في فبراير/شباط الماضي في تحدي فيزوف، الذي هو مسابقة عالمية لفك تشفير المخطوطات من هيركولانيوم، والتي تم اعتبارها آخر مكتبة سليمة من العصور القديمة.
التكنولوجيا المستخدمة في هذا المشروع تعتمد على التصوير المقطعي والتعلم الآلي لفك رموز النصوص دون تدمير المخطوطات الأصلية. يتضمن العمل العملي الثلاثي: المسح الضوئي، التجزئة، والكشف عن الحبر.
يواجه الباحثون تحديات مثل تطبيق النماذج على لفائف كاملة، وخلق بيانات أساسية لتحسين دقة النماذج، واكتشاف الأنماط المستخدمة في الكشف عن الحبر.
الهدف لهذا العام هو قراءة 90% من المخطوطات، مع تقديم جائزة قيمتها 100 ألف دولار للفريق الفائز.
يشهد اكتشاف جامعة بيزا على إمكانات هائلة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في فهم واستكشاف ماضينا، ويفتح الباب أمام تطبيق هذه التقنية في مجالات أخرى، مثل التصوير الطبي لاكتشاف الأمراض والاضطرابات بشكل أفضل.