رغم الألم بشائر النصر تنبعث من شوارع غزة
يغمر القلب حزناً وألماً وهو يشاهد الدمار الذي يسببه العدو لأهلنا في قطاع غزة الصامد. ولكن، مقابل هذا الحزن، ينبعث الأمل والفرح حين نرى بشائر النصر وعلامات الفتح تتوالى من أزقة وأحياء غزة الصابرة.
إن الإنجازات العسكرية التي حققها المجاهدون ضد جنود العدو من مخيم جباليا شمالاً إلى حدود رفح جنوباً تعتبر أكبر دليل على تأييد الله لهم. كما أنها تؤكد أنهم الطائفة المنصورة التي لا يضرها من خالفها أو خذلها حتى يأتي أمر الله. رغم الأكاذيب التي نشرها العدو حول تدمير قدرات المقاومة وتحييد عشرين كتيبة من كتائب القسام في الشمال والوسط، أثبت المجاهدون قدرتهم على المواجهة وأعادوا الحرب إلى أشد ضراوتها، مما أدى إلى خسارة إسرائيل لأكثر من مئة دبابة ومئات الجنود بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى استمرار قصف المستوطنات في غلاف غزة وزيادة العويل في عائلات الجنود.
تتزايد المطالبات بوقف الحرب وعودة الجنود من غزة، حيث طالبت أكثر من ألف أسرة إسرائيلية بذلك، معتبرين أن نتنياهو زج بأبنائهم في مصيدة من أجل بقائه في السلطة. كما تصاعدت مظاهرات أهالي الأسرى، مطالبين بإسقاط حكومة نتنياهو بدلاً من مجرد إبرام صفقة.
من بشائر النصر أيضاً، تزايد أزمة الائتلاف الحاكم بعد مؤتمر غالانت الصحفي وهجوم وزراء اليمين المتطرف عليه، مما ينبئ بانفراط تحالف القتل والإجرام. كما تجلت انعدام الثقة بين نتنياهو والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية في تدافع المسؤولية عن الفشل الاستخباراتي يوم السابع من أكتوبر، ودعوة غانتس إلى فتح تحقيق لمعرفة المسؤول عن ذلك الفشل.
استمرار صمود سكان غزة، الذين أدركوا أن الصمود وعدم النزوح هما عوامل حاسمة في كسر العدو ومساندة المقاومين، يعد من بشائر النصر أيضاً. تجاوز سكان غزة الصدمة منذ الحرب الأولى وأصبحوا أكثر استعداداً للثبات والتشبث بالبقاء، فقد أدركوا أنه لم يعد لديهم ما يخسرونه.
توسعت المقاومة في أساليبها القتالية، وأظهرت العمليات المشتركة الأخيرة زيادة مستوى التنسيق بين الفصائل وإعادة تنظيم الصفوف واكتساب خبرة أكبر في مواجهة العدو. كما أن استخدام كميات غير مسبوقة من الأسلحة يشير إلى أن الترسانة العسكرية للمقاومة لا تزال قوية، حيث استمرت غرف التصنيع في العمل وربما زادت قدرتها.
أهم بشائر النصر حتى الآن هو العملية النوعية التي جرت في مخيم جباليا مساء السبت 25 مايو 2024، والتي ذكّرتنا بمشاهد السحل والأسر التي رأيناها صباح طوفان الأقصى المبارك.
كل هذه البشائر تشير إلى قرب نهاية الكيان الغاصب، الذي تظهر المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية أنه بات على شفا الانهيار أكثر من أي وقت مضى. فهل يتحقق ما تنبأ به الشيخ المجاهد أحمد ياسين بزوال إسرائيل في عام 2027؟
{إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا}.