لينكدإن: كيف ستعيد تقنيات الذكاء الاصطناعي تشكيل سوق العمل في 2024؟
كما غير الإنترنت في التسعينيات مشهد سوق العمل، فإن الذكاء الاصطناعي سيعيد تعريف العمل بشكل جذري. رغم أن أي تغيير جديد قد يكون مخيفًا، إلا أن ما تعلمناه خلال السنوات الثلاث الماضية هو أن التغيير يمكن أن يمنحنا فرصة لإعادة ابتكار الأساليب التي ننفذ بها مهامنا.
في تقرير نشر على موقع وايرد، يشير رايان روزلانسكي، الرئيس التنفيذي لمنصة لينكدإن، إلى أن أفضل طريقة لإدارة التغييرات القادمة بالنسبة للموظفين وأصحاب العمل هي تبني نهج يركز على تطوير المهارات في المقام الأول.
تغير في طبيعة الوظائف
بالنسبة للموظفين، يتطلب الأمر التفكير في الوظيفة كمجموعة من المهام بدلاً من مجرد مسمى وظيفي، مع إدراك أن تلك المهام ستتغير بانتظام مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي. يمكن تقسيم الوظيفة إلى مهام يتولاها الذكاء الاصطناعي بالكامل، ومهام يعزز فيها الذكاء الاصطناعي كفاءة الموظف، وأخرى تتطلب مهارات فريدة للموظف. بهذا الشكل، يمكن للموظفين تحديد المهارات التي يجب عليهم تطويرها للحفاظ على مكانتهم في وظائفهم.
يشير رايان في تقريره إلى أن المهارات المطلوبة للعديد من الوظائف قد تغيرت بنسبة 25% منذ عام 2015، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 65% على الأقل بحلول عام 2030 بفضل التطور السريع للتقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي.
لا تقتصر هذه المهارات على تعلم الذكاء الاصطناعي فقط، بل ستزداد أهمية المهارات الشخصية مثل حل المشكلات، التفكير الاستراتيجي، وإدارة الوقت. تُظهر بيانات منصة لينكدإن أن هذه المهارات ستصبح أكثر أهمية مع الانتشار الواسع لأدوات الذكاء الاصطناعي في العمل.
التركيز على المهارات
أما بالنسبة لأصحاب العمل، فإن صعود تقنيات الذكاء الاصطناعي سيزيد من أهمية اتباع نهج يعتمد على المهارات عند التوظيف وتطوير المواهب. يتعلم الأشخاص حالياً مهارات الذكاء الاصطناعي بوتيرة سريعة للغاية، إذ ارتفع عدد الأشخاص الذين يمتلكون مهارات الذكاء الاصطناعي تسعة أضعاف منذ عام 2016.
تظهر هذه الزيادة في الرغبة القوية لتطبيق تلك المهارات المكتسبة حديثاً، فقد شهدت إعلانات الوظائف التي تذكر الذكاء الاصطناعي نمواً في عدد المتقدمين بنسبة 17% مقارنةً بإعلانات الوظائف الأخرى.
يرى رايان أن القادة الذين يركزون على المهارات بدلاً من الشهادات العلمية أو المناصب السابقة سيكشفون عن المزيد من الإمكانات ويتمتعون بمرونة أكبر مع استمرار تغيّر أسلوب إنجاز الأعمال.
عالم جديد من الأعمال
يرى رايان أن عام 2024 سيقدم لنا عالماً جديداً من الأعمال، حيث تصبح المهارات الشخصية مثل حل المشكلات والتفهم والإنصات للآخرين جوهرية لنجاح الموظف والشركة. يجب على القادة والموظفين التفكير في الذكاء الاصطناعي كأداة لتعزيز فعالية الأداء وليس استبدال البشر، مما يتيح الوقت للتركيز على المهام ذات القيمة الأعلى التي تتطلب الجانب الإنساني.
الختام
خلال عام 2024، سيعتمد القادة على التقنيات الجديدة المتطورة باستمرار مع تقديم الدعم لموظفيهم. سيعمل الموظفون على تطوير مهاراتهم بما يتناسب مع الذكاء الاصطناعي والمهارات الشخصية، مما سيخلق عالماً جديداً من الأعمال أكثر إنسانية وإرضاءً للموظفين.