مطالب أوروبية بمكافحة الواردات الصينية الرخيصة
تحث بعض أكبر المجموعات الصناعية في أوروبا المفوضية الأوروبية على تنفيذ متطلبات دعم أكثر صرامة لحماية الشركات المصنعة لمعدات الهيدروجين في المنطقة من التهديد الذي تشكله الواردات الصينية الرخيصة.
وذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن تحالفاً مكوناً من 20 شركة مصنعة، بما في ذلك عملاقا الصناعة “سيمينز إنرجي” و”تيسن كروب”، بعث رسالة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، مشيراً فيها إلى الحاجة إلى معايير “صنع في أوروبا” لحماية المُصنعين المحليين.
ووفقًا لاستشارات بلومبيرغ نيف، فإن المعدات التي تنتجها الشركات الصينية تكلف أقل من نصف سعر تلك التي تنتجها الشركات الأوروبية.
وأشار المصنعون في رسالتهم -التي اطلعت عليها صحيفة فايننشال تايمز- إلى أن “القيادة الأوروبية تتعرض لتهديد حاد. لقد حان الوقت للتحول في التجارة الأوروبية والمنافسة والسياسة الصناعية”. وشددت الرسالة على أن الدعم الذي تقدمه الصين لشركات الهيدروجين المملوكة للدولة قد خلق “ساحة لعب منحرفة” تلحق الضرر بأوروبا، حسب ما نقلته الصحيفة.
استجابة أوروبية
وبدأ الاتحاد الأوروبي بالفعل في تبني موقف أكثر صرامة تجاه الصين، حيث أعلن مؤخراً عن تعريفات جمركية على واردات السيارات الكهربائية، وبدأ تحقيقات تجارية مع شركات تصنيع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الصينية.
دعم أمريكي وهندي
كما قدمت الولايات المتحدة والهند إعانات دعم لجذب التصنيع في معدات الهيدروجين على مدى السنوات القليلة الماضية.
ويُنظر إلى الهيدروجين الأخضر، الذي يتم إنتاجه عن طريق تحليل الماء باستخدام محلل كهربائي، على أنه أمر بالغ الأهمية لإزالة الكربون من الصناعات الثقيلة، وفقاً لفايننشال تايمز.
وتتصدر الصين حالياً تصنيع هذه المعدات، حيث تنتج 37% من الإمدادات العالمية، تليها أوروبا، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.
أصوات الصناعة
وأعرب هاكون فولدال، الرئيس التنفيذي لشركة “نيل هيدروجين”، أحد الموقعين على الرسالة، عن التزامه بالتصنيع الأوروبي. وقال “لا أريد أن أتخلى عن أوروبا. إذا لم نخلق الطلب على التكنولوجيا الأوروبية في أوروبا، فإننا نهدر فرصة فوز مصنعي المعدات الأصلية الأوروبيين”، حسبما نقلته الصحيفة.
ويدعو المصنعون الأوروبيون، وفقاً لفايننشال تايمز، إلى تجميع وحدات خلايا الهيدروجين ومداخن المحللات الكهربائية في أوروبا في المزاد المقبل لبنك الهيدروجين التابع للاتحاد الأوروبي في نهاية العام.
وقد أُثيرت مخاوف خلال المزاد الأول في أبريل/نيسان، عندما لم تعتمد ما يقرب من ثلث المشاريع الممنوحة على التكنولوجيا المحلية.
ودعا تييري بريتون، مفوض السوق الموحدة بالاتحاد الأوروبي، إلى معايير أكثر صرامة للمزادات. وكتب بريتون على موقع “لينكدن” “سأدفع لضمان ألا تعطي المزادات المقبلة أي إمكانية للتكنولوجيات المدعومة للتنافس بشكل غير عادل مع المنتجات الأوروبية، وأن التمويل الأوروبي يؤدي بشكل فعال إلى تقليل التبعيات، وليس العكس”.
دعم ونقد
وردد فيرنر بونيكوار، الرئيس التنفيذي لشركة “تيسن كروب”، المشاعر ذاتها حول حماية المصالح الأوروبية، وقال “الجميع يريد أن يرى أموال دافعي الضرائب الأوروبيين تغذي النمو داخل أوروبا”، وفقاً لما نقلته الصحيفة.
وأيد دانييل فراييل، كبير مسؤولي السياسات في مجموعة هيدروجين أوروبا الصناعية، الرسالة، واصفاً الواردات الصينية بأنها “تهديد كبير”.
وفي حين أن أوروبا تشتري حالياً عدداً قليلاً من المحللات الكهربائية من بكين، فإن المصنعين يحذرون من أن الواردات على وشك النمو مع تطور القطاع.
وتعهدت المفوضية الأوروبية بإنتاج 10 ملايين طن من الهيدروجين المتجدد بحلول عام 2030، واستيراد 10 ملايين طن إضافية كجزء من هدفها لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة في الاتحاد بنسبة 55% بحلول نفس العام.